منتديات همس الروح
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتديات همس الروح
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتديات همس الروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بركان الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
♥ƒαту ƒℓσωєя ♥
ادارة عامة
ادارة عامة
♥ƒαту ƒℓσωєя ♥


عدد المساهمات : 261
نقاط : 839
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/11/2010
العمر : 30
الموقع : في قلب المنتدى

بركان الحب Empty
مُساهمةموضوع: بركان الحب   بركان الحب Emptyالجمعة نوفمبر 05, 2010 1:28 pm

قصـة شبه حقيقية مستوحاة من قصة حب شاب ، أضع بين يديكم بعض تفاصيلها باختصار مع تغيير أحادثها تحت عنوان


بركان الحب


***
من أول نـظرة شاردة ، التقت فيها العيون عفوا ، ومن باب الصدفـة الغير المتوقّعـة ، تسللت أنوار الحب لتغمر قلبين كانا قبل اليوم لا يعرف أحدهما الآخر ؛ كانا غريبين عن بعضهما .. و لقد شاءت الساعـة أن تجلو على وجيهما آثار تلك الغربـة وتذكّي في نفسيهما مشاعر مختلفـة ، جيّاشـة ، قوية ، نبَضَ بها القلب في تلك اللحـظة دون سابق إنذار ولا معرفـة ، ليقتربا بخطـى تطبعها كل الجرأة في الإرتباط والحب والجنون !..

كانت البداية مع ابتسامة متبادلـة ، وضعت الأساس الأول لصرح عظيم قام في قلبيهما على غفلـةٍ منهما، وبعد ذلك كان كلام لطيف تداولتها الألسن بكل جرأة وإقدام ؛ كلام هو همـس يذوب رقـة ونعومـة .. يُصبّ في المسامع كاللحن العذب ، فتستيقظ كل ذرة في آذانهما للإستماع كأنها سيمفونيـة راقيـة تُرددها شفاه منشـدة !!

تعرفا على بعضيهما بلغـة ظاهرية عاديـة يطبعها الخجل والإضطراب كلغـة الغرباء لحظة اللقاء الأول ، وتهيمن عليها مصطلحات الإحترام والتقدير البالغين ، ولم يكن هناك داعٍ إلى الإعتراف بما تختلج به القلوب لحظتها، فلقد كانت هناك لغـة أخرى باطنية أكثر دلالـة وعمقا تتكلم بها القلوب والعيون في لحظات الصمت التي ماكنت تقطـع كلامهما إلا لتجعل كلاما آخر في صمتهما يبدأ !!..

وقبل أن يفترقا تواعداعلى لقـاء آخر .. لقاء لم تمضي سوى ثلاثة أيام فأتى كومضة الشمس ساعة الصباح لتملأ قلبيهما بنور الوصال مرة أخرى ؛ لقاء كفصل الربيـع أتى ليضمّهما بحضنه الدافئ ويُقَربهما من بعضهما البعض أكثــر وينبت في قلبيهما ورود الحب الجميلـة .. التقيا كطفلين صغيرين أخذهم الشوق على أجنحة الحريـة والبرائة إلى اللعب، ثم جلسا يتحدثان عن نفسيهما قليلا ، ولم يكن مسار اللغة يجري إلا فيما يتعلق بحياتهما اليومية وماضيهم وآمالهم ومستقبلهم وكل ما يتعلق بهما.. تحدثّـو كثيرا قبل أن تتغيّر لغتهم العاديـة وينحرف ذلك المسار ليتخذ مسلكا آخـر ، لم يقحما فيه سوى الحديث عن حبهمـا الذي لم يستطع أن يخوّل لهمـا مزيدا من الحديث عن أمور أخـرى .. ثم افترقا بعد أن مضت لحظات طويلـة استطاعا أن يفرغا فيها كل ما كان يعتمــل في قلبيهما من مشاعر ساطعـة ، وبعد أن ربط الحب قلبيهما بوثاق غليظ جعلهما يشعران بالشوق لحـظة فراقهما .. هكذا هو شعور العشاق ، ينغمسون أثناء الوصال في بحـر عميق يتمنون لو أنه كان بلا حدود ليغرقوا فيه أبدا ؛ يتمنوا لو كان لقاءهم ليل طويل لا تشرق شمس الصباح بعده نهائيا، وحينما تقترب لحـظة الفراق يخالجهم شعورُ من يحس مع نفسه بدنو الأجل وقرب النهايـة !

هكذا مضت الأيام الأوائل التي كانت مهـد قصـة حب نشأت بين شابين رمَت الحياة بهما على قارعـة الصدفـة في يوم جميل جادَ به الزمان -على غير عادته- فجعل حياتهما تتغّـير جذريـا .. مضت الأيام كالدقائق والشهور كالأيام ، والشابين يعيشان حلم حبهما الوردي، غارقان في نشوة عارمـة ملأت قلبيهما وروحيهما ، منصرفان عن ضجيج هذا الكون الصاخب المجـرّد من المشاعر والأحاسيس ، والحب الموؤود في تربة الحضارة الموبوءة .

كانا متعطشين إلى قطرات حب يرويا بها ظمأهما الشديد في عصر البغض والحقد والكراهيـة ؛ ولذلك جاء حبهما كبركان ثائر مشتعلـة نيرانه كأشد ما تكون ، مندفعين بكل قـوة وجنون بعد أن تأكدا أن ذلك الشعور الراقي الذي قـدّسه الشعراء والفلاسفة والحكماء ، ووضعَ له مكانة سامية من شعَر به حقيقة ، قد أصبح اليوم مجرد ألعوبـة في أيدي العابثين والمتهورين والمراهقين ، ولم يعد هناك حب حقيقي يجعل لحياة الإنسان معنـى ، فغَدت قلوب الناس أشبه بصحاري قاحلـة لا تهب فيها سوى رياح الأنانيـة البغيضـة تهز أشواك الحقد والبغض . قلّما تجد واحـة صغيرة نابتـة في قلب ذو أحاسيس ومشاعر صادقـة .

عصر انعدمت فيه المشاعر الإنسانية حتى أضحت مجرد أطياف تلوح في الأشعار والقصص والروايات والمسرحيات ، لا تجد سوى عالم الأحلام والأوهام لتعيش فيه ، أما الواقع فلقد تغلبت عليه الشرور بكل أنواعها .. وإذا أحب الإنسان فباللسان فقط وبالكلمات المفبركـة المصطنعة التي يجيد البعض توظيفها في سبيل عبثه الشنيع وتهوره الأعمى ، والقلب أجوف من كل إحساس كأنه بئر جافـة تلوح للناظر من بعيد أنها الخلاص من ظمأ شديد، هكذا أصبح الحب في هذا العصر ؛ مجرد لعبـة لقضاء الوقت ، فكان حب الشابين تمردا على عادة روتينية يتردّى في هوتها أكثر الناس .. كانا في حاجة ماسـة لذلك التمرد .. لذلك البركان الثائر الذي يفجر ناره عاليا و يلفت أنظار الناس إلى حقيقة مفادها أن المشاعر ما تزال ساطعـة في هذه الحياة كالشمس في النهار ..


كانا لا يلتقيان إلا مرة واحدة في الأسبوع ؛ هذا ما اتفقا عليهما منذ البدايـة ، إلى أن يطلّ حبهما الطاهر على شاطئ الرباط الشرعي الذي يجعل روحيهما منصهرتين في روح واحـدة والقلوب مجتمعـة إلى الأبد ... مرة واحـدة ينتظرانها كهلال العيـد على أحر من الجمر .. وفي لحظات بعدهما كانا يتبادلان رسائل غراميـة تفيض بالحب والأشواق المتأججـة ، وأوراق مكللـة بأشعار وقصائـد عذبــة كانت تجمع قلبيهما في الغياب وتزيد من حبهما كأشد ما يكون .. هكذا تكبر المحبـة في القلوب في لحـظة البعد والنوى، وتترك المساحـة شاسعـة لأشجار الأشواق تنبت عاليـة ، فالأشواق كفيلـة بأن تجعل الحب حي وكأنها غيوم تمطر غيثا !!

لم يكن يعرف بحبّ الشابين أحد ، فلقد كان حبهما سرّي كما اتفقا على ذلك أيضا ، ولم يكن يعرفه سوى مكان لقائهم في كل أسبوع والحبر والأوراق ؛ لكن العيون المشرئبة إلى معرفـة ما يفعله الناس سرا وخفيـة ، والنفوس الفضوليـة المتعطشة إلى وضع نفسها كالوسخ الذي يدخل بين اللحم والظفـر لم تلبث أن تدخلت بينهما حاشرة أنفها رغما عنهما ، فلم تمر سوى عدة أسابيع حتى عَلِم الكثيرون من معارف الفتاة والشاب بعلاقتهما المستورة التي أصبحت واضحـة وفاضحـة في نفس الوقت ، فتدوالت الألسن ما رأته العيون وما سمعته الآذان ، فانتشر الخبر كالنار في الهشيم ، وبدأ الناس في الكلام لتبدأ بذلك نار المشاكل والشقاق في الإشتعال .

اسمتعت الفتاة إلى كلام الناس كثيـرا ولم تكن لتعير له اهتماما في البدايـة ، فكل كلمـة تسمعهـا من شأنها أن تضع النهايـة لارتباطها بالشاب الذي كان يحبها كثيرا وتحبه أيضا ، تضرب بها عرض الحائط لإقتناعها الشديد بأن الحب سيل عرم لا تقف في وجهه صخور النميمة الكاذبـة والوشوشات التافهـة وتدخلات الناس .. فلقد كان حبها مشتعلا كالبركان لا تُخمِد نيرانه هذه التفاهـة التي تتردد في آذانها كطنين الذباب.

لكن ما أبانه الزمان و ما كشفه مرور الأيام كان على عكس توقعاتهـا ، فلقد أحست بأنها بدأت تصدق ما يقال فشعرت بقلبها تعتريها تلك البرودة التي تطفئ ألسنة الحب المشتعلـة سريـعا ، وقد ساعدها في ذلك معرفـة الناس بعلاقتهـا، وخوفها من افتضاح أمرهـا أمام الناس ؛ فبدأت صورة الشاب تضمحل من قلبهـا ، وتخرج من إطار اهتمامها .. إلى أن بدأت تتهرب منه وهو في غفلـة عما يحصل من أمور لم تكن لتخطر له على بال ، فلقد كان مقتنعا بأنه يحبها وتحبـه وما من قوة على وجـه الأرض تستطيع أن تفرق بينهما أو أن تضع لحبهما حـد .. إلى أن بدأ يلمس الحقيقة من خلال غياب الفتاة المتواصل عن لقاءاتهم وكفّها عن ارسال الرسائل إليـه .. وبرودة أشواقها ، بل اضمحلالها كضباب الصّبح اخترقته أشعة الشمس ..

إلى أن أتى يوم مشؤوم أراد الشاب أن يعرف فيه الحقيقـة بكل قوة بعد أن شعر بأن معين صبره قد بدأ ينضب ، والغيرة ريح عاتية تعصف به وتضعه في موقف حيرة قاتلـة ، فترصد خروج الفتاة من منزلها بعد أن لم يستطع أن يلتقي بها إثر اتصاله بها عدة مرات لكن كل المحاولات ذهبت أدراج الرياح فلم تزد إلا من غيرته وحيرته .

فسار خلفها بكل جرأة يتبعها خفية ، تدفعه رغبته الشديدة في معرفـة الأمر كلّـه ، ولِما كل هذا الجفاء والبرودة التي يتلقّاها من الفتاة التي وضعها -لحظة ثورة مشاعره- في أسمى مرتبة عنده حتى اعتبرها هي الحياة كلهـا .. تبعها بخطى هادئـة وهي لم تشعر به بتاتا ، إلى أن أوقفها في مكان متواري عن أعين الناس فأراد أن يكلّمها ويستفسرها عن الأمر ؛ لكنها تهربت منـه وحاولت أن تتخلص من إيقافه لها فأمسكها بذراعها فيما يشبه القـوة والعنف ؛ فحاولت التملص منه فلم تستطع .. إلى أن تغلب الغضب على كل مشاعرها ، وسقطت من قلبها في لحـظة واحدة كل المبادئ والقيم وكل ما كان بينهما من حبٍ ظنّا قبل اليوم بأن نيرانه مشتعلـة ولن تخمد يومـا ، فقالت فيما يشبه الصراخ والدموع تترقرق في عينيها : ابتعد عني رجاء فإني لم أعد أحبك .. أشعر ببرودة اتجاهك ، هذه هي الحقيقة التي كتمتها عليك اثناء غيابي هذا كله .. رجاء ابتعد عني واخرج من حياتـي ، وانسى كل ما كان بيننا ...

لفظت كلماتها واستسلمت لسيل من الدموع تنهمر على خديها ، فيما وقف الشاب فاغرا فاه و مشدوها أمامها وأمام هذه الحقيقة التي نزلت على قلبه كالصاعقـة والتي لم يستطع أن يستسغهـا ولا أن يقتنع بها ، ولا حتى أن يصدقها ، فكما لو أنه كان يعيش كابوسا مزعجـا لاح له في المنام أو أنه يسمع هذه الكلمات من فتاة أخرى غير حبيبته التي أحبته في البدايـة كأقوى ما يكون الحب ، فتراجع إلى الوراء بخطوات هادئـة ومضطربـة ونظراته مركزتان على الفتاة أمامه ، إلى أن توارى عنها فأطلق ساقيه للريح ، عائدا أدراجه إلى منزله يجر ذيول الخيبـة والصدمة الشديدة، عائدا إلى المجهول الذي لفّ مستقبله في تلك اللحـظة الخاطفـة وهو يشعر بمرارة الإفتراق .. وحيرة شديدة لم يستطع أن يبعدها عن باله .. حيرة جعلته ما يزال يريد أن يستفسر- وقد فات الآوان- عن سبب هذا الفراق المفاجئ الذي لم تكن له إرهاصات منذ البدايـة ولا سابق إنذار ولا مبررات مقنعـة


كان خيط من أحداث الماضي يمر من ذاكرته سريعـا ، فلاحت له في لحـظة شروده كل الذكريات الحلوة التي عاشها مع الفتاة والتي قضياها تحت ظلال الحب الوارفـة فاعتصر قلبه ألمـا ؛ لأنه أصبح واثقا بأن هذه الذكريات لن تعود يومـا، فلقد ذهبت بدون رجعـة ؛ رحلت مع قطار العمر الذي يمر بنا سريعـا عبر سكة الزمان تاركا مساحـة الذاكرة تسترجع أحداث الماضي .. هكذا رحلت الحبيبة من حياته وتركت خلفها ذكريات تأبى الذاكرة أن تفارقها ، وتركت أيضا ذلك النموذج الذي كان قد وضعه الشاب لحبيبته لحـظة لقائه بها في البدايـة ، ذلك النموذج الذي استعصى عليه نسيانه والتخلّي عنه، فإذا رحلت الفتاة فهناك فتيات كثيرات دونها؛ لكن ذلك النموذج نادر جـدا وقلّما تجده في هذه الحياة وهذا العصر بالذات ..

[right]وتصوّر الشاب كيف أن الحب أشبه بالبركان تماما كما تصوره في البدايـة ، يكون ثائرا في بداية انفجاره ؛ لكنه يخفت شيئا فشيئا إلى أن يسكن وتخمد نيرانها المشتعلـة .. كم كان مغاليا في ظنه حينما اعتقد أن بركان الحب تبقى نيرانه مشتعلـة إلى الأبد ، لكن هيهيات .. فلقد شاءت الحياة أن تجعل قصة حبه الغير المكتملـة ، مجرد بركان انفجر في لحـظة واحدة فسكن في لحـظة أخرى .. ونهائيا

[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nador.forummaroc.net
 
بركان الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دموع الحب ..الحب الاول ...
» نظريات في الحب*
» الحب والبترول ...!
» الحب من أول نظرة حقيقة أم خيال؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همس الروح :: .. •»|[₪ ..عذب الكلام.. ₪ ]|«• .. :: ~منتدى القصص والروايات " يــُحكىَ أنّ ..! ~-
انتقل الى: